المقالة الاولى في صحيفة مصر اليوم المصرية
د.حبيبة محمدي تكتب:
يا "بعد عمري" يا عراق
ما زلت أتشمم عبق التاريخ من أرض العراق الحبيب، بلاد الرافدين، هذا شارع المتنبي وهذا شارع أبي نواس وهذه رائحة نازك الملائكة وعطرها،وهذه ذكرى بدر شاكر السياب، وهذا النجف ،وهذه كربلاء، وهذه بابل و الحلة قلب بابل ، و هذه البصرة والكوفة، وهذا شهريار وهذه الحكاءة الجميلة شهرزاد أنثى الحكمة، وهذا البساط السحري للسندباد وهذه أنا عاشقة الحكايات والأساطير ، وهذا شعب العراق يا " بعد قلبي" الودود، الذي أخذ قلبي إلى ضفاف حبه، بفضل مودته ورقيه و أقسم بالله منذ وصولي ومكوثي خمسة أيام هي مدة ضيافتي على مهرجان "بابل" ، لم أر عراقيا خاصمته الإبتسامة شبابا ورجالا ونساء.. كلهم يهدونك الإبتسامة بمحبة و دون تكلف فضلا عن طاقم الخدمة الفندقية أيضا..
الآن فهمت لماذا اختار نزار قباني بلقيس زوجته، من أرض العراق، بلقيس الرائعة امرأة مورفة المحبة ، يتفيأ بدفئها كنخلة بغدادية، زيارة العراق هذا الجزء الجميل من وطننا العربي ، ومهد الحضارات والديانات حلم تحقق ،حلم كان مؤجلا للظروف المعروفة التي حلت بجزء عزيز من وطننا العربي الكبير ، وأنا الحالمة ككل الشعراء بأن نظل نصدح على أغصان أشجارنا العربية الخضراء ،فكل بلاد العرب حدائقنا، وأن نحلق في سماواتنا العربية بدون جوازات سفر ..
فلتسقطوا عنا جوازات السفر أيها الساسة..فلسنا سوى حالمين..
الرحلة كانت أسعد مع رفقة طيبة من شعراء ومبدعي الوطن العربي والعالم، ولقاءات ونقاشات لم تنقطع الشاعر كارلوس المشاغب من كولومبيا والشاعر خوان من إسبانيا وعلي من تركيا و أستاذنا الدكتور والشاعر البحريني علوي الهاشمي والدكتور علي الشلاه والشاعر الكويتي الجميل سامي القريني والشاعرة الراقية دليلة حياوي جارة الجغرافيا والقلب معا المغرب، وغيرهم دون أن أنسى أخي الذي لم تلده أمي الشاعر الراقي محمد الكفراوي المشاغب على استحياء كما سعدت بفنان مصري و صاحب روح خفيفة وجميلة وهو الفنان الموهوب جدا نضال الشافعي والحقيقة كل الضيوف كانوا على مستوى عال من التجانس والرقي...فضلا عن أسماء أخرى عذرا إن خانتني الذاكرة في استحضارها..
كنا العالم في قصيدة و في لحن موسيقي أو شغف سينمائي..
جمعتنا بغداد ، لكن لن يسرق أحلامنا الأربعون!..
مازلنا نحلم ولو بوحدة عربية نحققها نحن القوى الناعمة و وحدة كونية إنسانية تقودها الفكرة ويعليها عاليا الشعر..والفنون عموما..
آه يا بغداد يا بعد عمري و جملة "يا بعد عمري" هذه يقولها العراقيون عندما يحبون شخصا حبا كبيرا ، يقولون له يا بعد العمر والمقصود حسب ما شرح لي الأصدقاء في العراق أن من يحب شخصا يتمنى أن يموت قبله ويظل هو بعد عمره.. أو يقولون أيضا "فدوى لعيونك" أو "فدوى لعمرك"..
كان علي الأصغر ابن شقيقة الدكتور علي الأكبر الشلاه يشرح لي أثناء الطريق في السيارة من الفندق إلى مطار بغداد الدولي، يشرح لي بانفعال شعرت أنه هو السمة الخاصة للعراقيين ما النظام السابق و ما أصبحت عليه البلد وأيضا يعرفني بأسماء الشوارع و"اليافطات" بالطريق وكذا بعض الكلمات العراقية وما أن اقتربنا من المطار وفي كل الكمائن الشرطية المنتشرة على طول الطريق إلى المطار يخرج رأسه من شباك السيارة ويظهر رخصةسيارته في ابتسامة جميلة محترما ذلك الشرطي مهما كان سنه و رجال الشرطة أيضا كان كلما اقترب منهم فيفسحوا لنا الطريق قائلين له "هلا عيوني" أو "هلا حبيبي" أو "صباح الخير حبيبي"..فأنظر إلى وجه "علي" فلا أجد سوى ابتسامة عريضة تخفي حزنا دفينا لشاب بحث طويلا عن حلم أن يصير محاميا في وطن عربي صناعته موت أصحاب الحقوق..
ماذا عساني أحكي عن رحلتي القصيرة إلى العراق،والتي وددت أن تطول كما حلم لا ينتهي..
سلاما عليك يا عراق إلى أن أعود إليك ..إلى نخيلك.. وبساتين محبتك..
سلاما عليك يا أرض النخل والمحبة والكبرياء والابتسامات الجميلة الصافية..
و الشكر مكرر ومعاد للشاعر الدكتور "علي الشلاه" على دعوته لي لمهرجان بابل الذي ما حلمت يوما أنني سأعشق بلادكم كل هذا العشق..
ولشهرزاد دائما حكايا لم تنته بعد عن العراق..
العراق حبيبي يا " بعد عمري "..
المقالة الثانية
مماكتب في بوابة المصري
الشاعرة الجزائرية حبيبة محمدي تتألق في «بابل»
الأحد 31-03-2019 | كتب: بوابة المصري اليوم|
الشاعرة الجزائرية الدكتورة حبيبة محمدي
أحيت الشاعرة الجزائرية الدكتورة «حبيبة محمدي» الكاتبة بـ«المصري اليوم» أمسية شعرية بمهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية.
وقرأت الشاعرة الجزائرية على المسرح البابلى قصائد للجزائر، وقدمت نماذج لقصائدها من دواوينها المختلفة الصادرة من القاهرة، كديوان «وقت في العراء» و«الخلخال» و«المملكة والمنفى».
وعبرت عن سعادتها بوجودها في العراق لأول مرة، بلاد وادي الرافدين ومهد الحضارات، مستطردة: «إن شعراء العراق قديما وحديثا مثلوا صرحا وجدانيا وجماليا لها بدءا بأبي الطيب المتنبي مرورا بالسياب ونازك الملائكة وآخرين».
وفي ختام المهرجان، قرأت الشاعرة الجزائرية نصوصا من مخطوطها الجديد (كتاب الأرواح الحرة)، ولاقت بمشاركتها استحسان الجمهور العراقي والضيوف العرب والأجانب والصحافة العراقية، وقدمت الشكر لكل من: رئيس المهرجان، الدكتور «علي الشلاه» على الدعوة الكريمة، ولجريدة «المصري اليوم» على الحضور والمشاركة والتغطية.
يذكر أن الدكتورة «حبيبة محمدي» مثلت تجربة متميزة في كتابة القصيدة الحديثة، خاصة فيما يعرف بالهايكو أو القصيدة اللوحة أو «الإبجرام» والتي تألقت فيها لدرجة التميز، حتى إن الدكتور «محمد عناني» ترجم قصائدها إلى الإنجليزية واتخذ ديوانها «وقت في العراء» نموذجًا لقصيدة الهايكو في الوطن العربي.
[email protected]